القتال ينتهك الهدنة في السودان و100 ألف يعبرون الحدود
الخرطوم:وكالات": قال مسؤولون في الأمم المتحدة اليوم إن الحرب في السودان أجبرت 100 ألف على الفرار عبر الحدود وإن القتال الذي دخل أسبوعه الثالث يتسبب في أزمة إنسانية، فيما تردد دوي إطلاق النار والانفجارات في أنحاء العاصمة في انتهاك لوقف آخر لإطلاق نار.
ويخاطر الصراع بمواجهة كارثة أوسع في وقت تتعامل فيه دول الجوار الفقيرة مع أزمة لاجئين ويعيق القتال تسليم المساعدات في بلد يعتمد ثلثا سكانه بالفعل على بعض المساعدات الخارجية.
وتواصلت المعارك العنيفة اليوم بين قوات الجنرالين المتصارعين على السلطة رغم هدنة يتم تمديدها بانتظام د ون الالتزام بها، فيما يحذر المجتمع الدولي من وضع إنساني "كارثي".
وقال أحد سكان الخرطوم "نسمع طلقات نارية وهدير طائرات حربية ودوي مدافع مضادّة للطائرات".
وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً دارفور (غرب)، عن سقوط أكثر من 500 قتيل و5000 جريح، بحسب البيانات الرسمية التي يُعتقد أنّها أقلّ بكثير من الواقع.
واليوم قال متحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف إنّ المعارك الدائرة في السودان أجبرت أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد، وأكثر من 100 ألف آخرين على اللجوء إلى الدول المجاورة.
وأعلن الجيش الروسي اليوم إجلاء أكثر من 200 شخص من السودان الى موسكو، ومن بينهم دبلوماسيون وطواقم عسكرية وأقاربهم ومواطنون آخرون من روسيا ومن "دول صديقة" وجمهوريات سوفياتية سابقة.بدورها، أعلنت باكستان إجلاء كل رعاياها من السودان.
وتتوقع الأمم المتحدة فرار "800 ألف شخص" الى الدول المجاورة مثل مصر وتشاد وأثيوبيا وافريقيا الوسطى.
أما الذين لا يستطيعون مغادرة السودان، وكثيرون منهم لعدم توافر الامكانات المالية، فيواجهون نقصا في الغذاء والمياه والكهرباء فيما تصل درجة الحرارة في الخرطوم الى 40 درجة مئوية.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن القاهرة ستقدم الدعم للحوار في السودان بين طرفي الصراع لكنها أيضا حريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وحذر في مقابلة مع صحيفة يابانية اليوم من أن المنطقة بأسرها قد تتأثر.
جاء ذلك في وقت التقى فيه مبعوث قائد الجيش السوداني مع مسؤولين مصريين في القاهرة اليوم .
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للمنظمة مارتن جريفيث يعتزم زيارة السودان لكن لم يتم تأكيد الموعد بعد.
ولا يُظهر قائدا الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية أي مؤشر على التراجع، ومع ذلك لا يبدو أنهما قادران على تحقيق نصر سريع.
وأثار ذلك مخاوف من نشوب صراع طويل الأمد قد يجتذب قوى خارجية.
وتقاسم الطرفان السلطة في السابق في إطار عملية انتقال بدعم دولي نحو انتخابات حرة وحكومة مدنية.
وشوهد دخان أسود يتصاعد في وقت مبكر من صباح الثلاثاء فوق العاصمة الخرطوم.
وقال شهود إن ضربات جوية استهدفت بحري فيما اندلعت اشتباكات في أم درمان إلى الغرب.
ولقي مئات حتفهم جراء القتال وتبادل الجانبان اللوم في انتهاك سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار.
واستخدم الجيش القوة الجوية ضد قوات الدعم السريع المتوغلة في مناطق سكنية بالخرطوم، مما ألحق أضرارا بأجزاء من العاصمة وجدد اندلاع الصراع في إقليم دارفور في أقصى غرب السودان.
وقال دانفورد لرويترز إن بورتسودان، التي فر إليها الآلاف من الخرطوم سعيا للإجلاء من البلاد، هي نقطة دخول رئيسية للمساعدات بالنسبة للعديد من البلدان في المنطقة.
وأضاف "إذا لم نوقف القتال، إذا لم نوقفه الآن، سيكون التأثير على مجال العمليات الإنسانية هائلا".
وقال وزير الخارجية الكيني ألفريد موتوا إن بلاده عرضت استخدام مطاراتها ومهابط الطائرات بالقرب من الحدود مع جنوب السودان كجزء من جهد إنساني دولي.
إمدادات المساعدات وتنتظر إمدادات المساعدات التابعة لوكالات إغاثة أخرى والتي وصلت إلى بورتسودان فتح ممر آمن إلى الخرطوم، وهي رحلة عن طريق البر تمتد لمسافة 800 كيلومتر تقريبا.
ومع هذا، قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها أوصلت بعض المساعدات إلى الخرطوم.
واليوم ، أعلنت الأمم المتّحدة أنّ برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام وبالتالي فهي ما زالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك.
وعلى موقع تويتر، أكدت منظمة أطباء بلا حدود في السودان عبر حسابها أن فرق الطوارئ التابعة لها "بدأت في الوصول إلى السودان لإطلاق أنشطة استجابة طارئة وإدارة الأنشطة القائمة أساسًا في عدة مواقع".
كما أرسلت المنظمة، بحسب ما كتب على تويتر "عشرة أطنان من الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى مستشفى جبرة لمعالجة المصابين في الخرطوم، وذلك بتعاون وثيق مع وزارة الصحة".
ودعت المنظمة الدولية جميع أطراف النزاع إلى "ضمان احترام المرافق الصحية وحمايتها"، واصفة الوضع بالـ"حرج" في البلاد..









