ليلة عمانية تصدح بالإنشاد الديني والمدائح النبوية في دار الفنون الموسيقية
«عمان»: ضمن جدولة البرامج التي أعدتها الأوبرا السلطانية خلال شهر رمضان المبارك، أقيمت أمس ثاني ليالي «أمسيات الإنشاد والمدائح»، التي حملت عنوان «إنشاد ومدائح نبوية من سلطنة عمان»، قدمت خلالها مجموعة من الأصوات العمانية روائع الإنشاد الديني الذاكر لفضائل المولى عز وجل، والمدائح النبوية العطرة.
كانت البداية مع المنشد العماني أحمد بن عمر الشنفري، القادم من محافظة ظفار ومن ولاية صلالة تحديدا ليقدم من عذب الألحان العربية بصوته العذب الذي عرف به، وتميز المنشد عمر الشنفري بتقديم الوصلات الإنشادية ذات المقامات العربية الأصيلة، مستخدما أسلوب «التجويد» في اللحن حيث ينتقل بين المقامات العربية بسلاسة ليضفي على مسامع الجمهور جمالا إضافيا.
وشارك مع المنشد أحمد الشنفري «كورال» من فرقة أريج الإنشادية، مجموعة من العازفين العمانيين أمثال وهب الضنكي، ونبراس الملاهي، وتركي الهادي، وإدريس البلوشي.
في حين كانت الفقرة الثانية من الأمسية بصحبة «مجموعة نفحات الروح»، وهي مجموعة تأسست العام الماضي في جامعة السلطان قابوس، ورغم نشأتها القريبة وظهورها الأول أمام الجمهور إلا أنها تمتلك مجموعة من الأصوات الفذة والعازفين الرائعين، فقدموا من خلال أصوات نسائية روائع من الإنشاد الديني التي أبهرت الحضور بقوة الأداء وعذوبة الصوت.
أما الفقرة الثالثة فكانت مع المنشد التنزاني يحيى حسن عبدالله، صاحب الصوت الجبلي والقدرة على الانتقال بين طبقات الصوت المتعددة، وهو المنشد الذي نال مؤخرا جائزة الأغا خان للموسيقى المقامة في مسقط، وقد قدم برقفة عازفين من السلطنة أنشودة «شهر الصيام على الأيام قد فضلا»، حيث أشعل حماس الجمهور الذي لم يتوانَ عن التصفيق فور انتهاء كل وصلة، اندهاشا بنفسه العالي وصوته القوي.
وكانت الفقرة الرابعة من الأمسية -التي استمرت لقرابة الساعتين تخللتها استراحة قصيرة- بمعية المنشد المميز محمد بن خالد الوهيبي، الذي يشارك لأول مرة على خشبة دار الأوبرا السلطانية، وقدم بصوته الرئع مجموعة من الأناشيد، منها «شريعة الله»، و«يا خير هادٍ»، وقدم كذلك وصلة على مقام النهاوند، وراقه أثناء تقديمه وصلاته الإنشادية كورال من فرقة أريج الإنشادية.
وكان مسك الختام مع فرقة أريج الإنشادية، إذ قدمت إلى جانب وصلاتها الإنشادية الصوفية التقليدية مظاهر من فن المالد الشعبي، فإلى جانب روعة الصوت والأداء الذي قدمه كل من المنشدين وليد البريكي وعمر البريكي، تميزت الفرقة باستعراض تقليدي جماعي لفن المالد، المقرون بالحركات الجماعية الموزونة والمؤداة بحرفية عالية، مستندة إلى الموروث الشعبي، إضافة إلى نسمات من بخور اللبان المنبعثة من مبخرتين رافقت الفرقة طيلة عرضهما، وفي سبيل تقريب فن المالد من أجواءه التقليدية قام اثنين من أعضاء الفترة بالنزول إلى الصف الأول من الجمهور لتقريب البخور وترطيب أيدي الجمهور بمرش الورد.
بهذه العجالة انقضت الأمسية الإنشادية الثانية ضمن جدولة البرنامج الرمضاني، والتي كانت أولاها مع فرقة الإنشاد الديني بدار الأوبرا المصرية والتي أقيمت الخميس الماضي، وتستعد الدار لتقديم ثالث الأمسيات وذلك يوم العاشر من أبريل حيث سيقدم الفنان لطفي بوشناق وفرقته سلسلة من اختياراته الإنشادية العذبة..