الجودة والتكلفة تسهمان في تعزيز حرية الاختيار

Image

شهدت الأسواق المحلية والمراكز التجارية حركة نشطة قبيل العيد وسط إقبال متزايد من المواطنين والمقيمين من أجل شراء مستلزمات عيد الفطر المبارك، حيث تهافت المتسوقون على أسواق الملابس، والهبطات، ومحالّ الحلويات والمكسرات، والهدايا والكماليات، كما جعلوا نصب أعينهم شراء المنتجات المحلية التي تتميز بالجودة واحترافية التصنيع، والطابع المحلي الجميل الذي تحمله خلال أيام العيد المبارك.

وتتواصل الأنشطة والفعاليات خلال أيام العيد المبارك، حيث تخصص بعض الولايات أماكن رئيسية لعرض المستلزمات التي تحتاجها الأسر خلال أيام العيد، ولا تخلو هذه الأسواق الصغيرة والمؤقتة من عرض ما يُدخل البهجة والسرور على الأطفال، من الألعاب والحلويات والأغراض التراثية التي تشعرهم بالاعتزاز بهذا الوطن الغالي.

وفي استطلاع أجراه «عمان الاقتصادي» أكد تجار ومستهلكون أن الحركة الشرائية كانت نشطة رغم ارتفاع الأسعار، وأشاروا إلى أن المستهلك أصبح أكثر ثقافة لاقتنائه مختلف المنتجات واختياره ما يتناسب مع مستوى صرفه وحاجته، موضحين أن هناك تنوعا في الخيارات حول مستوى الجودة والتكلفة التي تسهم في تسهيل حرية الاختيار للمستهلك، كما يستفيد أصحاب المشروعات الصغرى والصغيرة والمتوسطة في هذه الأيام بعرض العديد من البضائع التي تلاقي رواجا كبيرا، ويُقبل عليها العديد من المستهلكين لجودتها وأسعارها المناسبة، مما يحقق نشاطا ملحوظا لأصحاب المؤسسات فيعملون على تنمية مشاريعهم وزيادة العرض في المنتجات.

من جانب آخر يُقبل العديد من المستهلكين لاقتناء المنتجات المصنّعة محليا التي يضمنون فيها الجودة والاستمرارية، فهذه المنتجات بطابعها تعد إحدى ميزات العيد المبارك، وتتحلى بعمق التراث العماني وجودة التصنيع.

يترقبه التجار ورواد الأعمال قالت زعيمة بنت سيف السلامية، صاحبة مشروع خلطات الجدة: العيد من المواسم التي يترقبها التجار ورواد الأعمال؛ فلكل منتج سعره، كما لاحظت خلال قدوم عيد الفطر الحركة نشطة بصفة عامة إلا أنها لم تستطع أن تبدي ملاحظتها جراء ارتفاع الأسعار في تقليل حركة الشراء، مشيرة إلى أن الأسواق التي توجد بها عروض وتخفيضات تحظى بإقبال أوسع من مختلف شرائح المجتمع.

وأردفت: إن المستهلك جراء ارتفاع الأسعار لم تعد اهتماماته بالجودة بقدر التكلفة وخصوصا في قطاع الملابس، بالتالي أصبحت المنتجات ذات الجودة الضعيفة والتكلفة الأقل أكثر قابلية وتنافس منتجات رواد الأعمال العمانيين.

وأضافت أنها أثناء مشاركتها في المعارض التسويقية لاحظت توافد أعداد جديدة من الزوار رغم أنها لم تغير أسعار منتجاتها، مؤكدة استمرار قدوم زبائنها السابقين.

وأشار أشرف الخزيري إلى أن أكثر المشتريات قبيل قدوم عيد الفطر هي المواد الغذائية وتوابعها من البهارات واللحوم والحلويات والفواكه نظرا لاحتياجها وقت العيد بشكل أكبر وأثناء التجمعات العائلية والعادات والتقاليد لبعض المجتمعات، بالإضافة إلى مشتريات الملابس ومستحضرات التجميل والعناية بالمظهر والعطور ومستلزمات المنزل من أوانٍ وأثاث.

وأضاف الخزيري أنه مع اقتراب العيد يقوم بعض التجار باستغلال مثل هذه المناسبات برفع أسعار بعض السلع غير المتوفرة كثيرا واحتكارها، مما ينعكس ذلك على المستهلك وتركيزه في شراء المستلزمات بالغة الضرورة.

ويرى أن المشتريات تتنوع حسب العمر والجنس ومفهوم المجتمع لمناسبة العيد، فمنهم من يرى أن هذه المناسبة محل فرح وسرور ومنهم من يرى -رغم شرعيتها- أنها أصبحت مشقة للمعيل في ظل ارتفاع الأسعار جراء صرف الكثير من الأموال على ملابس أسرته.

أما محمد بن علي المقبالي فيقول: إن ارتفاع الأسعار أدى إلى انخفاض شراء بعض مستلزمات العيد، ويعتمد ذلك على القدرة الشرائية للأفراد ومدى توفر السلع التي يرغبون شراءها بأسعار معقولة، مشيرا إلى أن أبرز المشتريات تمثلت في المواشي والملابس والأحذية والحلويات والهدايا، موضحا أنه يحاول بقدر الإمكان أن يشتري فقط الأغراض التي يحتاجها بصورة ضرورية خلال فترة العيد، من دون مبالغة.

وذكر أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تراجع الحركة الشرائية بوجه عام إلا أنها عادة ما تكون نشطة في قطاعات محدودة قبيل فترة العيد، لافتا إلى أن الأسواق التقليدية والمراكز التجارية شهدت أكثر نشاطا لارتفاع الطلب حول السلع والهدايا.

القوة الشرائية لم تنخفض من جانبها قالت صابرة الشكيلية، رائدة أعمال: إن القوة الشرائية لم تنخفض كثيرا في شهر رمضان أو قبيل عيد الفطر، مضيفة أنه رغم ارتفاع الأسعار فإن المستهلك أصبحت لديه ثقافة الشراء التي تسمح له بتحديد احتياجاته الضرورية، لافتة إلى أن البعض أصبح عند رغبته بالشراء يساوم البائع بشدة من أجل تخفيض سعر أي منتج، مضيفة أن منتجاتها من الحلويات والموالح و«الماهوه» هي أبرز المشتريات التي يزداد شراؤها من المستهلكين.

وأشارت إلى أن على أصحاب المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة تعزيز منتجاتهم والتسويق لها بصورة سليمة خلال فترات المناسبات وذلك من أجل المنافسة في الأسواق، مع الاهتمام بالجودة والأسعار المناسبة.

وتوضح شمساء الريامية، رائدة أعمال: إن الحركة الشرائية تأثرت بصفة عامة نظرا لارتفاع أسعار المواد الخام، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع محليا وتراجع المجتمع في شرائها، موضحة أن أكثر المشتريات التي لاقت إقبالا كانت الملابس والعبايات.

وبيَّن عبدالرحمن السعدي: العيد هو ذروة للتسوق سواء من المراكز التجارية أو الأسواق التقليدية، إلا أن المراكز التجارية كانت أكثر إقبالا نظرا للعروض والتخفيضات لجذب المستهلكين مع تنوع المعروض رغم ارتفاع الأسعار.

وأضاف السعدي: إن أسواق المواشي كانت هناك مبالغة فيها جدا مما دعا أغلب مرتاديها لصرف النظر عن الشراء أو التشارك مع الآخرين في الماشية الواحدة، ومن جانب آخر يقول إن هناك بعض المستهلكين كان يفضل استخدام التسوق الإلكتروني من أجل الابتعاد عن الازدحام..

اقرأ القصة الكاملة من الموقع الرسمي