عزوف الشباب

Image

على صفحة الكاتب العراقي عماد جاسم، وهو في الوقت نفسه وكيل وزارة الثقافة في بلده، قرأت إشارته إلى دراسة تفيد بأن ما نسبته واحد في المئة فقط من الشباب البغدادي يحضرون عروضاً مسرحية، وأن نصف هذه النسبة كانت حصة شباب بقيّة المحافظات العراقية، كما أشارت الدراسة إلى عزوف مشابه عن زيارة معارض الفنون التشكيلية، ومتابعة الإصدارات الأدبية، السردية والشعرية والفكرية.

وبصرف النظر عن مدى صحة النسبة المنخفضة التي أشارت إليها الدراسة، فإن الحديث يدور عن بلد عربي، كالعراق، عرف بعراقة تقاليده الثقافية وديناميتها، لكن الظاهرة نفسها موجودة في بلدان عربية كثيرة، إن لم يكن فيها كلها، وهي جميعاً مجتمعات شابة، فالكثير من المؤسسات الثقافية وجمعيات المجتمع المدني في بلداننا تشكو من الظاهرة نفسها، أي من عزوف الشباب، حيث ما زال الكثير منها يدار من قبل المخضرمين من نشطائها، رغم سعي هذه المؤسسات لاستقطاب العنصر الشاب إلى صفوفها، لكنه ربما لا يجد نفسه في هذا النوع من الأطر، ويفضل أنماطاً جديدة من التواصل بين أفراده.

الزميل العراقي تحدث عن أن الشباب، رغم ذلك، يقبلون على متابعة نجوم ال «سوشيال ميديا»، وارتياد المقاهي وتشجيع نجوم كرة القدم..

إلخ، لكن يمكن القول، أيضاً، إن قطاعات ليست قليلة من الشبان العرب من الجنسين، يتابعون، بالمقابل، أنشطة ثقافية وفنية جادة ويشاركون فيها، وتنتشر بينهم أندية القراءة وما إليها، لكنهم في المجمل يجدون في منصات التواصل الاجتماعي القنوات الأنسب لتواصلهم، سواء كان محتوى هذه الوسائل جاداً أو أقرب إلى التسلية، تبعاً لاختلاف تكوين الأفراد، وهذه مسألة لا تخصّ هذا الجيل وحده، وإنما تشمل مختلف الأجيال، التي كانت يوماً ما شابة.

يحضرنا هنا عنوان كتاب لمؤلف أمريكي هو و.

رسل نيومان: «مستقبل الجمهور المتلقي» سبق لوزارة الثقافة السورية أن أصدرت ترجمة له في العام 1996، تناول فيه موضوع تلقي الجمهور للإعلام والثقافة عامة، ولا نعلم متى وضع الكاتب كتابه في نسخته الأم، لكن حكماً من تاريخ الترجمة يمكن القول باطمئنان إنه مضت نحو ثلاثة عقود على صدوره، ونعلم ما الذي شهده العالم خلال ثلاثين عاماً من نقلات نوعية، ولا نقول نقلة فقط، في ثورة الاتصالات، وما نجم عنها من آثار، لكن حتى قبل ذلك تحدث الكتاب عما وصفه ب «تمزيق الجمهور المتلقي».

ومع أنه لم يتحدث عن هذا «التمزيق» على أساس اختلاف الأجيال، إلا أنه ربما جاز أن نضع عزوف الشباب في هذه الخانة..

اقرأ القصة الكاملة من الموقع الرسمي