عبد الغفار حسين يوقع «عمتنا النخلة» في «العويس الثقافية»
ثلاثة شعراء إماراتيين تميزوا في وصف شجرة النخل دبي: عثمان حسن وقع الأديب عبد الغفار حسين، مساء أمس الأربعاء، في مؤسسة سلطان العويس الثقافية في دبي كتابه «عمتنا النخلة»، بحضور الدكتور سليمان الجاسم نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة وبلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم وعدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان (حكايات وذكريات عن النخيل) قدم خلالها عبد الغفار حسين نبذة عن الكتاب، مستعرضاً أبرز محاور هذا الكتاب في صلتها بشجرة النخل، وقال: «زراعة النخل لا تحتاج إلى علم واسع بها، فكل مجرب أو هاوٍ أو محب لهذه النبتة يستطيع أن يدلي بدلوه في شأنها، والدليل على ذلك أن الذين كانوا يزرعون النخل ويعتنون به في الماضي ليسوا ممن تلقوا تعليماً أكاديمياً عن الزراعة»، وتابع عبد الغفار حسين بقوله: «جاء اسم دبي من النخلة حسب ما رواه لي الشاعر المعروف أحمد بن سليم نقلاً عن حمد الجاسر (علامة الجزيرة)، كما أن الرحالة جون غوردون لوريمر ذكر في كتابه (دليل الخليج) أن دبي كان فيها أربعة آلاف نخلة».
وفي معرض حديثه عن القصائد التي احتفت بشجرة النخل في التراث الشعري العربي، عبر عبد الغفار حسين عن استغرابه من ندرة القصائد التي تحتفي بهذه الشجرة، وقال: «لعل الغريب أن تاريخ الشعر العربي لا يحتوي على قصائد كثيرة في شجرة النخل، فمعظم ما قيل فيها أبيات متفرقة، تأتي عرضاً ضمن قصائد متفرقة قيلت في مناسبات ومواضيع ليست بذات صلة بهذه الشجرة، فعلى سبيل المثال، نرى الشاعر المصري محمود سامي البارودي يصف النخلة فيقول: والباسقات الشمخ الحوامل مشمورة عن سوقها الذلاذل ملوية في جيدها العثاكل معقودة في رأسها الفلائل.
وذكر عبد الغفار أمير الشعراء أحمد شوقي، مؤكداً أنه أول من خصص قصيدة لشجرة النخل، كما جاء على قصيدتين جميلتين لأبي نواس في النخلة لم يأت لهما شبيه عند شاعر آخر وتبدأ إحداهما بالأبيات التالية: لَنا خَمرٌ وَلَيسَ بِخَمرِ نَخلٍ وَلَكِن مِن نِتاجِ الباسِقاتِ كَرائِمُ في السَماءِ زَهَينَ طولاً فَفاتَ ثِمارُها أَيدي الجُناةِ قَلائِصُ في الرُؤوسِ لَها ضُروعٌ تَدِرُّ عَلى أَكُفِّ الحالِباتِ وفي ذات السياق تحدث عبد الغفار حسين، عن أبرز الشعراء الإماراتيين الذين تميزوا في وصف شجرة النخل وهم: الدكتور عارف الشيخ، وسيف المري، ومحمد صالح القرق، هؤلاء كما أكد عبد الغفار حسين أضافوا إلى الشعر العربي موضوعاً لا يجده المتذوق للأدب إلا عند من عرف هذه النبتة التي بارك الله فيها وأشاد بجمالها في القرآن الكريم بقوله: «والنخل باسقات لها طلع نضيد».
وجاء المحاضر على ذكر قصائد هؤلاء الشعراء مبتدئا بقصيدة عارف الشيخ التي يبدأ مطلعها: قلت يوما للنخلة الشماء لم لم تخرجي إلى الأضواء فأجابت بقولها: قد تجاوزت عنان السماء والجوزاء وطاف عبد الغفار حسين على مفردات وعوالم هذه الشجرة مستعرضاً أهميتها في الحياة الاجتماعية، خاصة في الإمارات وعمان ودول الخليج العربي، واعتبر أنها شكلت قيمة وجدانية في ضمير أبناء الإمارات، فضلاً عن بعدها الاقتصادي وما يرتبط بها من نتاج مهني دخل التاريخ، حيث كانت النخلة مصدراً للرزق والخير.
وشارك في الحوار عدد من الحاضرين الذين أغنوا المحاضرة بمداخلاتهم مثل د.
عارف الشيخ وغادة درغام ونجيب قدورة وغيرهم.
وفي ختام المحاضرة قدم الدكتور سليمان الجاسم درع المؤسسة لعبد الغفار حسين وشكره على جهده الطيب في الاحتفاء بالنخل من خلال هذا الكتاب..












