صُنّاع البهجة المجهولون

Image

كثير من الأطفال، أو اليافعين، حين تسألهم، ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟ يجيب بعضهم: أتمنى أن أكون طبيباً، وآخر: مهندساً، وثالث: ضابطاً..

وغيرها من المهن، وهم يفكّرون أثناء الإجابة، بالدخل ثم بالنفوذ والسلطة والتّأثير..

وبعضهم إذا كانت مهنة أبيه أو أمّه مؤثرة في تربيته، يسارع إلى ذكرها: معلّم، صحفي، صاحب محل تجاري، لاعب رياضي.

أمنيات جميلة، تسعد السامعين، ويتمنّون لهؤلاء الصغار، تحقيق أمانيهم، ومعظم هؤلاء الصغار، طموحهم لا يعلو إلّا في غيوم المهن التي ورَّثت الأجيال تثمين «أهميتها» من الآباء والمجتمع، وهذا ليس خطأ، وإنما رسّخت الكثير من المجتمعات في أذهان أبنائها أهميتها، في دفع عجلة التنمية والحفاظ على صحة الإنسان، وإحداث النهضة العمرانية والانطلاق في الفضاء، وغيرها، لكن للأسف غفل كثير منهم، عن ترسيخ إظهار أهمية مهن أخرى، تعمل ليلاً ونهاراً، من أجل نجاح الطبيب والمهندس والضابط والمحامي..

وغيرهم، وحماية أمنهم.

كل مخلص في عمله يخدم الوطن، هو مهم ومؤثّر؛ فالمعلم جندي في الميدان التربوي، والصحفي جندي سلاحه كلمة الحق، والإطفائي بطل في ساحته، يعارك النيران بشجاعة، ليحمي حياة غيره، كما يسهر الشرطي ليسود الأمان، والطبيب ليسعف المصاب، والعالِم لينشر المعرفة والعلم بأبحاثه.

دولة الإمارات، منذ عهد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، تكرّم أبطالها في كل الميادين؛ فشكراً من القلب لعامل النظافة الذي لولاه لضاق بنا الفضاء من الأتربة والقاذورات، وغزتنا الأمراض..

وشكراً لعناصر الأمن والشرطة ضباطاً وضباط صف وجنوداً وأفراداً الذين يمارسون عملهم في درجات الحرارة المرتفعة، ليحافظوا على نظام البلاد وقوانينها..

شكراً لموظف إسعاد المتعاملين الذي بابتسامته ينجز معاملاتنا ويجعل حياتنا أكثر يسراً.

فكرة إظهار أهمية مهنة ما، تكون بالامتنان إلى مؤثرين عظماء في المجتمع، يعملون من أجلنا، فالنهضة التي تنمو بالعلم والاقتصاد، تبدأ بالفكر الذي يُبنى في مهد العقول، فمركبة التقدم التي تستقلها الشعوب المتحضرة، تسير على عجلاتها مكتملة، وليس الأمامية منها فقط، فللتنمية دورة تكتمل بتضافر جهود جميع المهن، وإذا غاب أحدها اختلّ التوازن، فلنمتنّ لجميع الجهود.

كثير من هؤلاء يبدأ عملهم في السادسة صباحاً، كسائق الحافلة، أو الشرطي، أو الممرض والطبيب..

وكلّهم من الجنسين بالتأكيد، ويستمرّ ساعات طويلة، ويتعاملون مع الناس بابتسامة لطيفة..

ففي هذه الأيام المباركة، الجميع يذهبون إلى الحدائق والمراكز الترفيهية، للاستمتاع بالعيد، وهؤلاء متأهّبون للحفاظ على هذه الفرحة.

هؤلاء نقول لهم: شكراً من القلب..

وقيادتنا الرشيدة لم تقصّر في تكريمهم، وذكر أفضالهم..

فلنكن عوناً لهم أيضاً في تضافر الجهود وتكامل النفع، ليبقى هذا الوطن وطن الأمان والخير والسعادة..

اقرأ القصة الكاملة من الموقع الرسمي