شمعة باولو كويلو

Image

يبدأ باولو كويلو روايته «الخيميائي» التأمّلية، الفلسفية، الصّوفية بحكاية نرسيس وربّات الغابات في الأسطورة ويسمَّيْن «الأُوريادّيات»، وقد استعار كويلو هذه الحكاية من أوسكار وايلد «يقول إنه لدى موت نرسيس، جاءت الأُورياديات، ربّات الغابات، إلى ضفّة البحيرة «..يقصد البحيرة التي رأى فيها نرسيس وجهه الجميل..» البحيرة ذات المياه العذبة، ووجدنها قد تحوّلت إلى جرن دموع.

سألت الأُورياديات البحيرة..

لِمَ تبكين؟ قالت البحيرة:..

أبكي من أجل نرسيس.

ردّت الأُوريادّيات:..

إن هذا لا يدهشنا إطلاقاً.

لطالما كنّا نلاحقه في الغابات باستمرار.

لقد كنت الوحيدة التي تستطيع مشاهدة جماله عن كثب.

سَأَلَتْ البحيرة: «وهل نرسيس كان جميلاً، فأجابت الأُوريادّيات متعجبات:..

مَنْ يستطيع معرفة ذلك أكثر منكِ..

أَلَمْ يكن ينحني فوق ضفافك كل يوم؟..

سكتت البحيرة لحظة من دون أن تقول شيئاً، ثم قالت:..

أبكي من أجل نرسيس، ولكنني لم أُلاحظ، قَطّ، أنه كان جميلاً، أبكي من أجل نرسيس، لأنني كنت، في كل مرّة ينحني فيها على ضفافي، أرى انعكاس جمالي الخاصّ في عمق عينيه..».

«..ترجمة: جواد صيداوي».

لا يمكنك أن ترى جمال وجهك وجمال روحك وجمال ثقافتك وجوهرك ومعناك..

إلاّ إذا تعلمت شيئاً من تلك البحيرة..

انظر أولاً في وجه الإنسان الجميل.

الإنسان البحيرة أو الإنسان الماء، الشفّاف، النقيّ، العذبْ..

حصل الناشر تحسين الخياط «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر» على حقوق نشر رواية «الخيميائي» وكتب كويلو كلمة مقدمية للرواية ترشح بالحماسة، كما يقول، لجعل أعماله في متناول قرّاء اللغة العربية، ولكنه يقول أهم من ذلك حين يصرّح بأن الثقافة العربية كانت إلى جانبه خلال معظم أيام حياته، ويعلن كويلو بالطبع في رواياته وفي أحاديثه الصحفية دائماً عن تأثره أو «تغذيته» من موروث التصوّف في الإسلام.

يسوق كويلو قصة أحد كبار متصوّفي الإسلام الذي كان يحتضر حين سأله تلميذ من تلامذته عَمّنْ كان معلمه؟ وهنا يسرد المتصوّف حكاية لتلميذه عن لصّ وكلب وولد، كان المتصوّف قد تعلّم منهم الحكمة، ولضيق المساحة هنا ألخصّ للقارئ الصديق حكاية الولد والشمعة.

قال المتصوّف: «..كان معلّمي الثالث ولداً، فقد حدث أن رأيته يسير في اتجاه الجامع حاملاً شمعة بيده، فبادرته بالسؤال: هل أضأت هذه الشمعة بنفسك؟ فَرَدَّ الصبي بالإيجاب..

ثم يسأله من أين جاءت النار التي أشعلتها.

هنا يطفئ الصبي الشمعة ويقول:..

وأنت يا سيدي أتستطيع أن تخبرني إلى أين ذهبت النار التي كانت مشتعلة هنا؟..

في قلب كل منّا شمعة سوف تتوهج حين نحتاج إليها...

اقرأ القصة الكاملة من الموقع الرسمي