ريادة الأعمال واقع ومسؤولية
يتم تداول مفهوم ريادة الأعمال، على نطاق واسع؛ بل إن البعض بات يُعرّف عن نفسه بأنه من رواد الأعمال، إلا أن هناك قطاعاً واسعاً لا يعرف معنى هذا المفهوم تحديداً، وإن كان البعض يعطيه تعريفاً ينحصر في «إنشاء مشروع تجاري، من نقطة الصفر، أو بإمكانات محدودة جداً».
والحقيقة أن الاكتفاء بمفهوم واضح ودقيق غير وراد، فالمفاهيم تتعدد وتختلف من مكان لآخر ومن مدرسة لأخرى، يتضح مثل هذا التعدد والتباين في كتاب: «ريادة الأعمال: مقدمة قصيرة جداً»، وهو من تأليف الدكتور بول ويستهيد، أستاذ ريادة الأعمال في كلية إدارة الأعمال بجامعة دورهام بالمملكة المتحدة، وأستاذ زائر لريادة الأعمال في كلية بودو للدراسات العليا بجامعة نوردلاند في النرويج.
والدكتور مايك رايت، أستاذ ريادة الأعمال في كلية إمبريال كوليدج لإدارة الأعمال بالمملكة المتحدة، ومدير مركز أبحاث الاستحواذ الإداري، وأستاذ زائر بجامعة خنت البلجيكية.
الكتاب وضع نحو 14 تعريفاً: «عرف رائد الأعمال بأنه: (1) شخص يتحمل المخاطر المرتبطة بعدم اليقين، (2) شخص يوفر رأس مال نقدي، (3) شخص يخلق الفرص ويبتكرها، (4) صانع قرار، (5) قائد في القطاعات الصناعية، (6) مدير تنفيذي أو مشرف عام، (7) منظم ومنسق للموارد الاقتصادية، (8) صاحب مشروع تجاري، (9) موظف معني بعوامل الإنتاج، (10) مقاول، (11) مضارب، (12) موزع يجد للموارد استخدامات بديلة، (13) قناة لنشر المعرفة من مؤسسة معرفية عبر شركة جديدة لاستغلال هذه المعرفة، (14) مستكشف واع أو باحث نشط عن الفرص».
لقد وضع المؤلفان 14 تعريفاً، وجميعها توضح دور رائد الأعمال، لكن يجب ألا يتحول هذا المفهوم البراق إلى فخ تقع فيه الفتيات أو الشباب؛ إذ هناك دور حيوي ومهم جد يتعلق برائد الأعمال نفسه، وهو دور يمكن أن يسبب النهوض والنجاح، أو الفشل والخسارة، لأن من ضمن أدوار رائد الأعمال البحث عن الفرص، وإيجادها وبلورتها وتوظيفها لفائدته، ودون هذه الحيوية والنشاط، فإنه قد يتعثر.
الدعم والاهتمام الذي يجده رواد الأعمال، وتسهيل البعض من القوانين والأنظمة، لدعمهم وتشجيعهم، إيجابية ومفيدة، لكن يجب أن تترافق مع وعي من رائد الأعمال بالأدوار المنوطة به، والتي تقع على كاهله ومن ضمن مسؤولياته..












