حلمٌ ممزّق

Image

وانا ساهر كعادتي في ريف قريتنا الجميل وفي لحظاتٍ متأخرة من الليل مرّ بي شابٌ شاحب الوجه، يحيط السواد عينيه وملامحه متعبه..! أيّ ألم يسكن هذا الشاب؟! ربّما كان ألم حلمٌ ممزّق..! بدئ لي وكأنّه آتٍ من مسافة طويلة وطريق وعرٌ وشاق شاب تائهٌ يتخبّط لا يعلم إلى أين وجهته..! وكانَّ لسان حاله يقول: أين يذهب من يريد مقابلة نفسه، ألا يوجد مكانٌ يجمعون به الأرواح التائهة؟ اوقفْتَه بهدوءٍ كي لا افزعه سألته من انت وإلى أين أنت ذاهب؟ لم يجبني وكان الصمت يرافقه! رحّبت به واجلسته إلى جانبي تأمّلت حاله طويلاً ...

وجدت فيه شاباً اتعبه الكفاح وارهقه السعي وجدت شاباً يحلم بحياة كريمة في واقع يذبح الطموح ويقتل احلام البسطاء لم يكن يحلم بحياة مليئة بالترف كان شاب عادي وبسيط، يتشبّث ببصيص أمل ما زال يُوقد بداخله ويلملم بقايا روحه المبعثره ..

تمنّيت لو أنه يفضفض لي عمّ بداخله ويحكي لي قصّته علّه يرتاح قليلاً ..

حاولت معه جاهداً ولكن للاسف ظلّ صامتاً ولم ينطق بحرف..! شاركته مأساته واسيته ببضع كلمات وطبطبت عليه وحاولت بلسمة جروحاً تنزف بداخله..

أخبرته أنّها ليلة عيد يتبادل فيها الأحباب رسائل التهنئة وكلمات اللطف حدّثته أن في هذه الليلة ثمّة أناس سعداء يترقّبون طلوع فجر العيد بحلّته الجديدة حدّثته عن لحظات سعادة الأب وهو عائد من صلاة العيد في شوق ليحتضن زوجته وأولاده وعن لحظات لهفة شاب ينكبّ على رأس أمه ليقبلها طالباً رضاها ودعائها له وعن لحظات فرح شاب "لم تمر عليه سوى اشهر قليله منذ أن تزوّج" وهو عائد إلى عروسه ليتذوّق معها لذة العيد ونكهته الجميلة..

حينها احمرّ وجهه وشحب لونه ورأيت بداخله شابٌ يلعن الوحدة ويسبّ الظلام تنفّس الصعداء وسألني قائلاً بصوت يملئه الحزن ونبرة يملئها الأسئ: أين يستريح المُتعبون من أنفسهم يا صديقي..؟!..

اقرأ القصة الكاملة من الموقع الرسمي