تعلّم هذه المهارة أيضاً

Image

كثيرٌ منا، من تجدهم يتمتعون بالنباهة، والذكاء، والاستعداد، وأيضاً لديهم أسس معرفية يمكن الاعتماد عليها، وفضلاً عن هذا يحملون شهادات علمية ومهنية، ومع هذا نجدهم متعثرين، أو لم يجدوا فرصة وظيفية تتناسب مع مؤهلاتهم واستعدادهم، بينما قد تجد في اللحظة نفسها من هو أقل في إمكانيات، بل حتى الشهادة العلمية، لم يحصل عليها، ولا يتمتع بأي خبرة أو مهارة، وقد وجد عملاً مناسباً، في العادة نحن نُرجع السبب، إلى الحظ أو إلى المحسوبية، ولكن إذا استبعدنا الحظ، وتحديداً الواسطة من حساباتنا، فإن هذا يفتح لنا الباب، نحو وضع عدة أسباب أخرى، قد يكون أهمها الإقناع، بمعنى أن الأول، مع أنه مؤهَّل ويحمل الشهادة المناسبة، والاستعداد، إلا أنه فشل في عملية الإقناع، حيث لم يتمكن خلال المقابلة الشخصية، من إقناع صانع القرار، بما يحمله من استعداد، وما يستند إليه من معارف وعلم ومعرفة.

بينما الثاني، ومع أنه يفتقر إلى الكثير من الركائز الأساسية، إلا أنه تمكن من إقناع صاحب القرار، وأنه يعتبر استثماراً ناجحاً، وأنه مستعد للتحدي، وسيبذل جهده لتطوير مهارته، وفهم متطلبات العمل.

أيضاً على الجانب الآخر، هناك سبب آخر، يتمثل في أن الأول اكتفى بطلب الوظيفة، وجاء للمقابلة وهو يحمل في ذهنه، طبيعة عمل ما، مقابل أجر شهري يتقاضاه، بينما الثاني، جاء للمقابلة، وهو يحمل مشاريع، ومبادرات، ومقترحات، جميعها يمكنه تنفيذها، والعمل على إنتاجها، بمعنى أنه قدم مشروع عمل، سيزيد من الأرباح والمكاسب، والرسالة التي وجهها لصانع القرار، أنه يعي تماماً، بأن سوق العمل يحتاج للمبادرات والإنتاج المربح المثمر، وبغض النظر عن قابلية تنفيذ أفكاره ومبادرته على أرض الواقع، إلا أن المعنى الذي قدمه خلال المقابلة، كان كفيلاً بمنحه الوظيفة.

أعود للكلمة السحرية، وهي الإقناع، لقد استخدم الثاني، مهارة الإقناع، قولاً وفعلاً، بينما الأول، الأكثر مهارة ومعرفة، اكتفي بتقديم نفسه ومؤهلاته.

وهذا فرق جوهري.

من كتاب: الإقناع: فن الفوز بما تريد.

من تأليف: ديفيد لاكاني، قال: «الإقناع في جوهره هو فن الفوز بما تريد.

لقد فشل معظمنا طوال حياتنا في الوصول إلى مستويات النجاح التي نحلم بها، وهذا ليس لأنها لم تكن ميسّرة لنا، وإنما فشلنا في الوصول إلى هذه الأهداف المعقولة؛ لأننا فشلنا في إقناع من يستطيعون مساعدتنا في تحقيقها».

لنتعلم مهارة الإقناع، مهارة الترويج لأفكارنا، مهارة تقديم أنفسنا..

اقرأ القصة الكاملة من الموقع الرسمي