الواقعيّة بين السياسة والسينما

Image

هل ثمّة كلمات أو مصطلحات كثيرة فيها ما في الواقعية من قسوة مقنّعة؟ الواقعية هي أن تحترم حق السباع في الافتراس، ما يبدو أمراً طبيعيّاً، والإمبراطوريات نابغة في التجويزات لحقّ القوة.

وبما أن قانون الغاب هو السائد خارج الغاب في كل العصور، فإن المتنبي لم يبتكر شيئاً من عنديّاته على هواه حين قال: «والظلمُ من شيم النفوس، فإن تجدْ..

ذا عفّةٍ فلعلةٍ لا يظلمُ».

كان على أبي الطيب أن يُطلق نسخة «ريميك» للشطر الأخير، للتملّص من مأزق البيت، فيقول: «ذا عفّةٍ فلعلّهُ لا يظلمُ»! الواقعية السينمائية طعمها أطيب، ففي مجرّة نجوم هوليوود ثقوب سوداء لا تسمح حتى لأشعة الضوء الإعلامي بالانفلات من جاذبيتها الرهيبة.

موقع «مونداليزاسيون.كا» الكندي نشر مقالاّ ضافياً (2500 كلمة) للإعلامي جوناثان كوك، تحت عنوان: «كيف تُملي البنتاغون السيناريوهات على هوليوود».

لقد أحسن كوك طبخ الموضوع.

لإتحاف أهل الزمان، لا بدّ من بعض المقتطفات اليانعات والومضات الساطعات اللامعات، يقول مستنداً إلى تحقيقات صحفيين استقصائيين: «لقد عملت البنتاغون كيدٍ خفيّة خلف آلاف الأفلام والبرامج التلفزيونية طوال العقود الأخيرة».

ثم يصدع مضيفاً: «أفلام كثيرة أخرى لا تصل أبداً إلى الشاشات، لأن مكتب الارتباط في وزارة الدفاع، المكلّف بشؤون الترفيه يرفض التعاون، ففي تقديره أن الرسائل التي تتضمنها تلك الأعمال مغلوطة».

أليس هذا جديداً في واقعية جديدة، أن الترفيه ينتسب ظاهريّاً إلى الفنون والثقافة، لكن وزارة الدفاع هي التي تجيزه وتمتلك ناصيته، وإلّا سفعت بناصيته فأمّه هاوية.

ثم يأتي بالشرح المبين: «اعتراضات البنتاغون، وهي عموماً قُبْلته القاتلة، تستهدف أيّ إشارة إلى انعدام الكفاءة العسكرية أو جرائم الحرب، أيّ فقدان للتحكم في الأسلحة النووية، أيّ تأثير لشركات النفط، أيّ إشارة إلى بيع غير شرعيّ للأسلحة أو تهريب للمخدرات، أيّ استخدام للأسلحة الكيمياوية والبيولوجية، أيّ إبراز للانقلابات في الخارج أو اغتيالات أو أعمال تعذيب».

يبقى السؤال الذي يطرحه كوك: «في الواقع، كيف تستطيع وزارة الدفاع ممارسة مثل هذه السيطرة على الإنتاج السينمائي؟ هذا عائد إلى أن الأعمال الفائقة الضخمة في الإنتاج، الباهظة التكاليف، تصعد حظوظ تمويلها وآمالها في الحصول على أرباح كبيرة، عندما تحظى باستخدام أحدث الأسلحة.

بديهي أن البنتاغون هي الجهة التي تستطيع توفير حاملات الطائرات، المروحيات، المقاتلات، الطيارين، الغواصات، المدرّعات والقوات والمستشارين.

لكن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلّا إذا رضيت الوزارة عن الرسالة السينمائية».

لزوم ما يلزم: النتيجة المكسّراتيّة: كوك يتحدث عن ثلاثة آلاف فيلم وبرنامج تلفزيوني، فقط لا غير.

عدد في نظر الإمبراطوريّة الهوليووديّة «بيناتس»، فول سوداني..

اقرأ القصة الكاملة من الموقع الرسمي