الفن السيئ

Image

عندما يعترض أحدنا على رداءة عمل أو منتج فني يتوقع الناس أننا ندرك تماماً الفرق بين فن جيد، وآخر رديء، ولكن، بين معايير الخبراء والجماهير قد ينجح عمل يراه النقاد رديئاً لمجرد أن الجمهور أحبّ فكرته.

وهذا ما دفع شخصاً في بوسطن بأمريكا في 1993 لتأسيس متحف لعرض الفن السيئ، ولهذا المتحف مجلس إدارة من خبراء وفنانين ومتطوعين، يعملون على زيادة مجموعاته حتى اليوم.

ورغم أن المتحف بحد ذاته مجازفة، لكنه لاقى تشجيعاً كبيراً، واتضح أن هناك جمهوراً كبيراً من عشاق الفن السيئ، لدرجة تجعل أشهر عبارة عن أن الجماهير هي التي تفرض رغباتها في الفن، عبارة صادقة، تؤكد أن جودة الأعمال الفنية لم تعد في رؤية نقادها، بل في مدى ارتباطها بمشاعر ومفاهيم الناس تجاه الحياة.

والقصة وراء إنشاء هذا المتحف بدأت عندما توقف مؤسسه أمام أحد صناديق القمامة في شارع من شوارع بوسطن بأمريكا، لاستخراج لوحة مرسومة بالزيت على الكانفاس تحمل عنوان «لوسي في الحقل مع الأزهار»، وتصور سيدة عجوزاً بشعر أبيض قصير، ترتدي نظارة طبية، وثوباً أزرق معقوداً عند الصدر المتهدّل بوردة برتقالية، وتجلس على مقعد أحمر، وموقعة من مجهول فألهمته، إنشاء المتحف لجمع مثيلاتها.

وتهافت المعجبون بهذا المتحف لزيارته لأنهم يستمتعون بالتفرج على فن سيئ، ولا يهتمون بكونه كذلك لأنهم يؤمنون بأن السيئ يتضمن في كثير من الأحيان الجيد.

وهذا النوع من الفن في الواقع لديه كثير من المؤيدين الذين يرون أن الفن هو الذي يحمل موضوعات جديرة بالتفكير العميق، وليس مهماً أن تكتمل معاييره الفنية فقط.

إن هذا قد يعني أن ما يطلق عليه مسمى «فن سيئ» قد لا يكون سيئاً في الواقع، بل قد يساء تقديره أحياناً بسبب سوء العلاقة بين الناس وبين شخصية الفنان، كما هو الحال بالنسبة للوحات «هتلر»، التي رغم إظهارها مهارة فنية عالية تتناقض مع شخصيته، لا يمكن تخيل معنى الفن الجميل فيها بسببه، أو لأن بطل فيلم قدم دور كازانوفا لم يعد الجمهور يراه في شخصية أكثر وقاراً.

وتتكدس في متحف الفن السيئ القطع التي تتنوع بين أعمال فشل فيها فنانون موهوبون، وأخرى ينفذها من بالكاد يتحكمون في الفرشاة لأن رسالته هي تقديم أفضل أنواع الفن السيئ لعدد أكبر من محبيه وعشاقه في العالم.

ومن بين مقتنياته لوحة مرسوم فيها وجه قطة واقفة في حقل من الورد، وفي عينيها اللامعتين والشفافتين بريق من الشر يتناقض مع خلفية المشهد المزروع بالزهور الملونة والطبيعة الخلابة، وعلى يسار القطة غيمة فيها صورة كلب وعنوان اللوحة «كان صديقي».

ورغم شدة انتقاد اللوحة ومدى سطحيتها فقد اشتراها تاجر وأضافها إلى مجموعته لأنه من عشاق الفن السيئ بالتحديد..

اقرأ القصة الكاملة من الموقع الرسمي