الدماغ الشمسي.. والقمري

Image

هل ستقول حين تفرغ من العمود: لماذا يا هذا لم تجعل العنوان: العقل الشمسي والعقل القمري؟ الإجابة في قول الفرنسيين: «أنت على حق، وأنا لست مخطئاً».

كأنّ القلم اختار المادي البيولوجي الملموس، ما يتناسب أكثر مع جِرمين سماويين يسرّان الناظرين.

في الحقيقة، خطرت على البال خاطرة، بسحائب العجائب ماطرة، تداعياتها كأنها عربات تجرّها قاطرة.

كان الفكر شارد الترحال، بحثاً عن أسباب ضيق آفاق البحث العلمي، التي أدّت إلى بانوراما غير مستحبة من ألوان الإحجام عن اقتحام الزحام الحضاري.

تستطيع الحديث عن مقدار سمّ الخياط في دائرة التوق إلى فضاءات العلوم والمعارف.

من أروع الآيات الكريمة التي لا تكفي موسوعة مترامية الأطراف لشرحها: «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم» (فصّلت 53).

في هذه الآية شمولية شاملة كاملة.

سنريهم، أبعاد معانيها: هبّوا شيّدوا مراكز البحث العلمي واكتشفوا أسرار علم الأحياء وعظمة خلق الكون.

بعدها بأكثر من ألف سنة، ظهرت تلك المقولة: «إن الفلسفة كلّها تتلخص في سؤالين: من أنا؟ وما هو محيطي؟» من أنا؟ أي في أنفسهم، وما هو محيطي؟ أي الآفاق.

في القرآن عدد من الآيات الاستثنائية في موسوعيتها، تجعل الذهن يغرق حائراً في مكدرات المعنويات التي كتبت إرادة العقل العربي فلم يغص في بحار نفسه، وكبحت جموح أجنحته فلم يحلّق في فضاءات عناقيد المجرات.

يجب الرجوع بالمراجعة والمحاسبة، إلى الخلفيات التي اتُّهمت فيها علوم الأرض والكون بأنها علوم غربية، كما وُصمت الفلسفة بأنها تؤدي إلى الكفر.

لا تقل: لماذا يصدح القلم بجلد الذات هكذا؟ الجواب بسيط: ما هو عطاء العقل العربي في أكبر كبير وفي أصغر صغير، في الفيزياء الفلكية وفي فيزياء الكمّ؟ في الصناعة، تفضّل بإعداد قائمة فيها أهمّ خمسة آلاف منتج عالميّاً، فهل تجد من بينها منتجات عربية؟ في الزراعة، إلى أين وصلت الفجوة الغذائية العربية؟ قرابة أربعة عشر مليون كيلومتر مربع غير كافية لإطعام أربعمئة مليون عربي؟ تأمل الآن ماذا يفعل السودانيون بسلة الغذاء العربي.

تهرّب البعض قائلاً: إن تلك الميادين كلها تحتاج سيولاً من السيولة، ومن أين نأتي بالأنهار في الاقتصاد المنهار؟ من هذه المنطلقات خطر للقلم الخاطر العجيب، وهو أن العقول الحضارية شمسية تضيء وتنير، بإحراق هيدروجين الإبداع في مفاعلات نبوغها، بينما الأدمغة القرفصائية الاسترخائية على أرصفة الأزمنة، هي قمرية، لا ضوء لها ولا نور من ذاتها، وإنما هي مجرّد عاكسة.

لزوم ما يلزم: النتيجة الفهمية: الرسالة إلى المسؤولية الواجبة على المناهج العربية واضحة، إن شاء الله..

اقرأ القصة الكاملة من الموقع الرسمي