الإمارات وجنوب إفريقيا تبحثان الارتقاء بالعلاقات التجارية إلى آفاق جديدة

Image

أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، أن جمهورية جنوب إفريقيا تعد شريكاً تجارياً واستثمارياً استراتيجياً لدولة الإمارات في القارة الإفريقية، مشيراً إلى أن البلدين يواصلان العمل المشترك لتعزيز مسارات التعاون والشراكة في القطاعات ذات الأولوية بهدف تدشين حقبة جديدة من العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والارتقاء بالتعاون التجاري والاستثماري لمستويات جديدة، وخلق المزيد من الفرص الواعدة في القطاعات الاقتصادية الحيوية والمؤثرة.

جاء ذلك خلال الزيارة الرسمية التي قام بها ثاني الزيودي إلى جنوب إفريقيا على رأس وفد إماراتي رفيع المستوى يضم مجموعة من كبار المسؤولين وممثلي منظمات الأعمال وكبريات الشركات والقطاع الخاص في الدولة.

وقال إن الإمارات بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة تواصل تعزيز انفتاحها التجاري والاستثماري على العالم، انطلاقاً من دورها المؤثر في المساهمة بقيادة جهود تحفيز النمو الاقتصادي العالمي عبر إعادة تشكيل خريطة وآليات التجارة الدولية لتكون أكثر مرونة وكفاءة، وبما يعزز -في الوقت نفسه- رؤية دولة الإمارات في بناء مستقبل مزدهر ومستدام للاقتصاد الوطني، وتحقيقاً لمستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031»، بمضاعفة الناتج المحلي الإجمالي إلى 3 تريليونات درهم، ورفع قيمة التجارة الخارجية الإماراتية إلى 4 تريليونات درهم، وزيادة الصادرات الوطنية غير النفطية إلى 800 مليار درهم.

وأضاف: «تواصل التجارة الخارجية غير النفطية بين الإمارات وجنوب إفريقيا مسارها الصاعد، إذ بلغت القيمة الإجمالية للتجارة البينية العام الماضي 6.5 مليار دولار أمريكي، بنمو 9.3% مقارنة بعام 2021 وبنمو قياسي بلغ 42.9% و66.9% مقارنة بعامي 2020 و2019 على التوالي.

وأضاف أن جنوب إفريقيا تعد ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات في القارة السمراء بحصة تبلغ 8% من إجمالي التجارة غير النفطية لدولة الإمارات مع إفريقيا، كما أن جنوب إفريقيا هي الشريك التجاري الإفريقي الأول لدولة الإمارات من غير الدول العربية الواقعة في القارة.

وأشار الزيودي إلى أن دولة الإمارات حلت في المرتبة التاسعة عالمياً، والأولى عربياً في التجارة مع جنوب إفريقيا بحصة 38% من إجمالي تجارة جنوب إفريقيا مع الدول العربية، وفقاً لبيانات عام 2022.

وتابع أن هناك آفاقاً واعدة لتوطيد العلاقات الاستثمارية بين الدولتين الصديقتين، إذ بلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة لجنوب أإفريقيا في دولة الإمارات أكثر من 377 مليون دولار بنهاية عام 2020، فيما بلغت استثمارات الإمارات في جنوب إفريقيا أكثر من 1.5 مليار دولار في مختلف القطاعات بنهاية عام 2021.

وبحث الدكتور ثاني الزيودي سبل تعزيز آفاق التعاون بين الإمارات وجنوب إفريقيا في المجالات والقطاعات ذات الاهتمام المشترك، في سلسلة من اللقاءات الوزارية الثنائية مع ثلاثة وزراء في حكومة جنوب إفريقيا، هم كل من: إبراهيم باتيل وزير التجارة والصناعة والتنافسية، وبرافين جوردهان وزير المشاريع العامة، وباربرا دالاس كريسي وزيرة وزيرة البيئة والغابات والصيد، وتطرقت هذه اللقاءات إلى أحدث مستجدات وتطورات العلاقات الثنائية في مختلف مجالات التعاون وسبل الارتقاء بها، بما يخلق المزيد من الفرص لمجتمعَي الأعمال ويدعم التواصل بين القطاعين، الحكومي والخاص، في الدولتين الصديقتين، ويساهم في تعزيز الشراكات الاقتصادية الجديدة وتحفيز النمو الاقتصادي المشترك.

وتطرق لقاء الزيودي مع وزيرة البيئة والغابات والصيد أحدث مستجدات جهود مكافحة التغير المناخي في البلدين، وسبل تعزيز مشاركة القطاع الخاص في هذه الجهود، واستضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 28) في نوفمبر المقبل، والذي يعول عليه المجتمع الدولي في توحيد الجهود العالمية لتقليل انبعاثات الكربون، حيث يجمع المؤتمر كبار المسؤولين من مختلف دول العالم لتقييم التقدم المحرَز على صعيد مكافحة التغيّر المناخي، ووضع خريطة طريق لمواصلة هذه الجهود خلال السنوات المقبلة.

وزار ثاني الزيودي والوفد المرافق له مقر مكتب عمليات «دي بي ورلد» في جنوب إفريقيا، واطّلع على الخدمات النوعية التي تقدمها المجموعة ومساهمتها في ربط الأسواق الخليجية والعربية بالقارة الإفريقية، خصوصاً بعد استحواذها عام 2021 على شركة «إمبيريال لوجستيكس» الذي ساهم في تعزيز قدرات «دي بي ورلد» لا سيما في إفريقيا استناداً إلى بنيتها التحتية الواسعة من الموانئ ومحطات الحاويات والمناطق الاقتصادية، كما سرّع بشكل كبير تحول «دي بي ورلد» إلى شركة عالمية للخدمات اللوجستية المتقدمة التي تقدم لأصحاب البضائع خدمات سلاسل التوريد المتكاملة من نقطة الشحن إلى وجهة البضائع، وأدى هذا الاستحواذ إلى إنشاء واحدة من أفضل الشبكات في القارة الإفريقية من حيث الخدمات اللوجستية الداخلية والموانئ ومحطات الحاويات والمناطق الاقتصادية والخدمات اللوجستية البحرية.

كما التقى بممثلي القطاع الخاص ومجموعة من كبريات الشركات الجنوب إفريقية العاملة في قطاعات حيوية، مثل الطاقة المتجددة والزراعة والأمن الغذائي والمعدات الطبية والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات والكهرباء والتعدين والبنية التحتية، وغيرها، وعرض خلال اللقاء الفرص الواعدة التي توفرها بيئة الأعمال في دولة الإمارات للشركات الأجنبية، وما توفره مبادرة «الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة»، من تسهيلات لدخول السوق الإماراتي والانطلاق منه، إقليمياً وعالمياً.

وتضمنت الزيارة عقد العديد من اللقاءات الثنائية بين ممثلي الشركات والقطاع الخاص من الدولتين بهدف تعزيز الشراكات الاقتصادية المستقبلية بين الطرفين، خصوصاً الشركات العاملة في المجال نفسه.

وكنتيجة لهذه اللقاءات، شهد الدكتور ثاني الزيودي توقيع شركة «أيميا باور» الإماراتية اتفاقية مع شركة «غرين كو» الجنوب إفريقية لشراء الطاقة، واتفاقية أخرى مع «ستاندرد بنك» لتمويل استثمارات الشركة في جنوب إفريقيا للمساهمة في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء ومواجهة تحديات الطاقة هناك.

يشار إلى أن وفد الدولة ضم كلاً من: محش سعيد الهاملي سفير الدولة لدى جنوب إفريقيا، وراشد عبدالكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي، وعيسى عبدالله الغرير رئيس مجلس إدارة شركة عيسى الغرير للاستثمار، وممثلي مجموعة كبريات الشركات الإماراتية، منها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، ومجموعة جي 42 للرعاية الصحية، وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، و«دي بي ورلد»، وشركة أيميا باور، وشركة إنفنيتي باور، ومجموعة كانو، وغيرها..

اقرأ القصة الكاملة من الموقع الرسمي